البيداغوجيا الفارقية|الفروق الفردية بين المتعلمين

البيداغوجيا الفارقية: الفروق الفردية بين المتعلمين


في اطار الاستعداد للامتحانات المهنية و مباريات دخول سلك التعليم، نقدم لكم موضوع شامل عن " البيداغوجيا الفارقية"-الفروق الفردية بين المتعلمين:
تؤكد الدراسات التربوية والنفسية أن الفروق الفردية بين المتعلمين حقيقة قائمة لاجدال فيها وان ما نعنيه بالفروق الفردية هو أن كل فرد وحدة في ذاته ، وهو في استعداده وقدراته وميوله وحاجاته واتجاهاته يختلف عن غيره ، وهو كذلك في انفعالاته وعواطفه ومزاجه فليس كل التلاميذ متساوين في ذكائهم وقدراتهم وميولهم وحاجاتهم ودوافعهم  وان المنهج الذي يوضع على أساس من فهم التلاميذ على أنهم جميعا" يمكنهم التعلم بطريقة واحدة ، وأن لديهم جميعا" مستوى من الذكاء والفهم على درجة متساوية ،إنما يسير في الاتجاه التقليدي الخاطئ الذي لا يحترم ولا يقدّر ما بين التلاميذ من فروق فردية (1)

إن على المعلم أن يدرك أسباب الفروق الفردية بين التلاميذ والتي تعزى إلى الوراثة والبيئة ، ومن الصعب ترجيح أثر إحداهما على الأخرى ، وينطلق في تدريسه من حقيقة أن معظم الأفراد أو المتعلمين هم من متوسطي الذكاء ، أما العباقرة وضعاف العقول فإنهم قلة في العادة
لمواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين على المعلم أن ينوّع في طرائق تدريسه وأن يدرك أنه لا توجد طريقة تدريسية مثالية تصلح لجميع المواقف التعليمية ، وعليه أن يستخدم العديد من الوسائل التعليمية وفقا" للموقف التعليمي ووفقا" لقدرات التلاميذ ، فكلما نوّع المعلم في استخدام الوسائل التعليمية ازدادت مراعاته للفروق الفردية بين التلاميذ ، وكذلك تنوعه للأنشطة التعليمية التي يهيئها لتلاميذه ، وتنوعه في استخدام وسائل وأساليب التقويم ، وأيضا" تنوعه في الواجبات البيتية التي يكلّف بها تلاميذه ، بحيث تعطى لكل تلميذ حسب إمكاناته وقدراته ، كل ذلك يساعد في مراعاة الفروق الفردية بين تلاميذه (2)
يقول د إبراهيم ألشبلي خبير المناهج في كتابه ( التعليم الفعال والتعلم الفعال ) : ( إن المعلم الجيد يستمتع بالتعليم وله رغبة كبيرة في أن يتعلم ويريد إضرام هذه الرغبة لدى الآخرين ، انه قادر على أن يرى الناس ويتقبلهم كما هم في واقعهم ، ويحترم كل فرد منهم ، وفي الصف يعامل كل طالب من طلبته كشخص له كيانه ويقدّر تفرد كل طالب ، كما يحرص على العمل الجماعي التعاوني ) ( 3)
تظهر لنا الفروق الفردية وجود اختلافات بين الأطفال ، ولكن هنالك فئة من الأطفال تختلف بشكل ملحوظ عن الأطفال الأسوياء ، ويطلق على هذه الفئة ( الأطفال غير العاديين ) ، حيث يصنف التربويون أولئك الأطفال إلى أربع فئات هي : الأطفال المتفوقون عقليا" والأطفال بطيئو التعلم والأطفال المتخلفون عقليا" والأطفال المضطربون انفعاليا" وغير المتكيفين اجتماعيا"
هنالك اتجاهات عديدة في مراعاة الفروق الفردية للمتعلمين يتمثل أخدها بما يسمى ( طريقة المجموعة ذات القدرة الواحدة ) ، أي تقسيم التلاميذ حسب قدراتهم العقلية ، أي أن هناك شعبة للتلاميذ المتفوقين وللضعاف ولذوات القدرات العقلية الاعتيادية ، وقد جوبهت هذه الطريقة بانتقادات عديدة من قبل بعض التربويين منها أن هذه الطريقة تؤدي إلى حرمان التلاميذ الأقل ذكاء من قابليات زملائهم الأذكياء إضافة إلى أن هذه الطريقة تؤدي إلى تدني مفهوم الذات ( فكرة المرء عن نفسه ) لدى تلاميذ شعبة الضعاف  وهناك اتجاه ثان يميل إلى تقسيم التلاميذ تقسيما" عشوائيا" بحيث يضم الصف الواحد تلاميذ مختلفي الاستعداد على أن تواجه الفروق الفردية في هذه الاستعدادات باختيار المناهج وطرائق التدريس التي تناسب استعدادات وقدرات كل تلميذ ( 4)
أما الطريقة الثالثة فهي طريقة التعليم الجمعي وهي أنه بدلا" من الاعتماد على معلم واحد في تدريس موضوع واحد فإنها تستخدم مجموعة من المعلمين يقومون بمسؤولية التخطيط والتنفيذ للمنهج الدراسي ، وهذه الطريقة غير عملية عندنا لأنها تتطلب تغيير المنهج والجدول الدراسي ليتلاءم مع متطلبات هذه الطريقة
يورد د.علي راشد جملة من الإجراءات التي يراها عملية جدا" في كيفية تعامل المعلم مع التلاميذ المتفوقين دراسيا" ، حيث يرى في مجال التعامل مع التلاميذ المتفوقين ما يلي :
1- أعط اهتماما" خاصا" لما يقدّمه من انجازات غير عادية فذلك كفيل بتشجيعه نحو العمل الأفضل
2- اعرض بين الحين والآخر أسئلة ذات مستوى عال تتحدى التفكير وتحفز على الاشتراك الفعال في الدرس
3- شجع أولياء أمور التلاميذ المتفوقين على شراء الكتب والمجلات العلمية لأبنائهم وحثهم على أخذ أبنائهم لزيارة المؤسسات العلمية
4- كلّف التلاميذ المتفوقين بعمل تقارير عن موضوعات معينة أو لعمل بحوث في موضوعات تتناسب مع درجة تفوقهم
5- كلفهم أيضا" بقراءة بعض المعلومات العلمية وبعض الكتب والعمل على تقديم ملخص لها ، وكذلك القيام ببعض التجارب العلمية
6- حث التلاميذ المتفوقين على الاشتراك في الأنشطة المدرسية المتنوعة
7- اعقد حلقات علمية لمناقشة موضوعات صفية أو لاصفية يقوم التلاميذ المتفوقون بالنصيب الأكبر قي عرضها ومناقشتها . (5 )
أما أهم الإجراءات التي يمكن اتخاذها مع التلاميذ المتأخرين دراسيا" فينصح د علي راشد الخبير التربوي المصري في المناهج وطرائق التدريس بما يلي :
1- استخدام الوسائل التعليمية وتقنيات التعليم المتاحة في إثناء التدريس إذا وجد التلميذ المتأخر صعوبة في تقبل المعلومات بصورة لفظية
2- تشجيع التلاميذ المتأخرين دراسيا" إذا ما أتوا بجواب صحيح أو قاموا بانجاز علمي مهما كان بسيطا" فانه ليس هناك من عامل يزيد ثقة التلميذ بنفسه أكثر من النجاح
3- عمل لقاءات خاصة مع هؤلاء المتأخرين ، سواء أكانت لقاءات فردية أم جماعية للتعرف إلى مشكلاتهم وتوضيح ما قد صعب فهمه بالنسبة إليهم
4- يجب أن تكون صبورا" مع هؤلاء التلاميذ وأن تتقبل أسئلتهم ومناقشاتهم بصدر رحب لتعين على تقدمهم
5- العلاقة الطيبة المبنية على المودة والاحترام بين المعلم وتلاميذه تشجع التلاميذ المتأخرين دراسيا" على المشاركة الصفية الفعالة
6- في حالة توزيع قراءات أو نشاطات مختلفة على التلاميذ يجب أن يراعي المعلم أن تكون النشاطات والقراءات للتلاميذ المتأخرين دراسيا" مناسبة لمستوياتهم
7- عند الاختبارات يجب أن تنوع الأسئلة بحيث يتناسب بعضها مع مستوى هؤلاء التلاميذ المتأخرين ، وأن تعطى لهم أوقات كافية للإجابة عن تلك الأسئلة

المراجع
1- مفاهيم ومبادئ تربوية ، د علي راشد ، 1999م ، ص 155
2- خصائص المعلم العصري وأدواره الإشراف عليه وتدريبه ، د علي راشد ، 2002 م ، ص 94-95
3- التعليم الفعال والتعلم الفعال ، د إبراهيم مهدي ألشبلي ، 2000م ، ص 25
4- علم النفس التربوي للصف الثاني معاهد المعلمين ، د عبد الجليل الزوبعي وآخرون ، 1983 م ، ص 125- 140
5- نفس المصدر رقم (1) ص 165- 166
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-