ملخص درس الخصائص العامة للإسلام|العالمية والتوازن والاعتدال

ملخص درس الخصائص العامة للإسلام: العالمية والتوازن والاعتدال

دروس مادة التربية الاسلامية الجدع المشترك اداب وعلوم


مدخل تمهيدي:
إذا ما لاحظنا خريطة العالم نجد أن شريعة الإسلام تنتشر في جميع بقاع العالم، فكثير من الأجناس البشرية,لوان ولغات مختلفة تعتنق الإسلام، وأكثر هذه الأجناس يقرأون القرآن ويقومون بفرائض الإسلام، والسر في ذلك عالمية الإسلام، إذ نجد الرسول صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة،
إنه التوازن والاعتدال اللذان يتصف بهما الإسلام.
فأين تتجلى عالمية الإسلام؟
ولم ارتكزت شريعته على مبدأ التوازن والاعتدال؟
رابط تحميل الدرس بصيغة pdf

تحاضير دروس التربية الاسلامية

الخصائص العامة للإسلام: العالمية والتوازن والاعتدال: الخصائص العامة للإسلام: العالمية والتوازن والاعتدال: الخصائص العامة للإسلام: العالمية والتوازن والاعتدال:
 نصوص الانطلاق: 
1ـ قال تعالى: { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [ سورة الأعراف: 158] 
2ـ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا سَفَرًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى، فَاعْمَلْ عَمَلَ امْرِئٍ تَظُنُّ أَنْ لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا، وَاحْذَرْ حَذَرًا تَخْشَى أَنْ تَمُوتَ غَدًا " 

توثيق النصين: 

الآية من سورة الأعراف وهي مكية عدد آياتها 206. تقع في المصحف الشريف بين سورتي الأنعام والأنفال. وسميت بذلك لذكر أصحاب الأعراف في السورة. والأعراف سور بين الجنة والنار، وأصحاب الأعراف هم من استوت سيئاتهم وحسناتهم فبقوا بين الجنة والنار. حتى يعمهم بفضله الرحيم الغفار، فيدخلهم الجنة. قال الله تعالى في ذلك: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} سورة الأعراف. 

الحديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وهو حديث ضعيف لا يصح باستثناء أوله فإنه حسن، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ هَذَا الدِّين متينٌ فأوغل فيه برفق" 

إضاءات على النص:

 أــ شرح الكلمات والعبارات:
 ـ يا أيها الناس: خطاب لعامة الناس أينما كانوا على وجه الأرض في الزمان والمكان.
 ـ النبيء الأمي: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعنى الأمي: أنه كان لا يكتب. 
ـ كلماته: تشريعاته. 
ـ متين: المتين من كل شيء القوة والشدة والصلابة. ـ فأوغل فيه برفق: أو غل في الشيء تعمق فيه، والمقصود هنا أخذ أحكام الله بيسر ورفق. 
ـ المُنبَتّ: المنقطع. 
ب ــ مضمونا النصين: 
1ـ تأمر الآية الكريمة النبي صلى الله عليه وسلم بإعلام الناس عامة برسالة الإسلام إليهم، وأن في اتباعه سعادةَ الدنيا ونجاةَ الآخرة. 
2ــ يبين الحديث الشريف أن التوازن والاعتدال في الأخذ بشريعة الإسلام يمكن من الاستمرار في العمل. 
التحليل: 

أولا: مفهوم العالمية والتوازن والاعتدال: 

أ ـ معنى العالمية: العالم مختلف أصناف الخلق، والجمع عالمون، وعالمية الإسلام تعني: أن الإسلام جاء بنظام وتشريعات تسد حاجات الإنسان في كل زمان ومكان؛ قال تعالى: { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} [ الفرقان:1] 
ب ـ مفهوم التوازن والاعتدال: التوازن رديف الاعتدال وقرينه، والمقصود التعادل بين طرفين متقابلين متضادين؛ بحيث لا يأخذ أحد الطريفين أكثر من حقه، ويطغى على مقابله. والمقصود أن شريعة الإسلام وازنت بين أشواق الروح وحقوق الجسد، وبين حقوق الفرد ومصالح الجماعة، بين العمل للآخرة وعمارة الدنيا. قال تعالى: { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا } [ القصص:77] 

ثانيا: العالمية والتوازن والاعتدال أهميتهما ومظاهرهما: 

أـ أين تتجلى أهمية خاصيتي العالمية والتوازن والاعتدال؟ 
1ـ أهمية عالمية الإسلام: بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالإسلام للناس كافة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، لينظم شؤون حياتهم ومعاملاتهم، فسوى بين الناس كافة في الخطاب والأحكام والجزاء على الأعمال.. ليلغي بذلك كل مبادئ العنصرية، والعصبية والطبقية، وجعل الأفضلية عند الله للمتقين لا غير { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [ الحجرات الآية:13] 
فألغى كل الروابط اللغوية والقبلية واللونية والطبقية ، وأحل محالها الرابطة الإيمانية والانتماء الإنساني؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية" وقال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ» ، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ.." [ مسند الإمام أحمد] وبمساواة الإسلام لكل بني آدم في الخطاب والأحكام والجزاء.. حقق الاستقرار والسكينة والأمن والسلام. 
2ـ أهمية التوازن والاعتدال: 
خلق الله الإنسان مزدوج الطبيعة؛ يقوم كيانه من قبضة من طين الأرض ونفخة من روح الله. فدعا الإسلام الإنسان إلى تلبية متطلبات الجسد كما أمره بالحرص على تغذية الروح.. وهذا ما يميز دين الإسلام عن غيره من الديانات كالمسيحية واليهودية، وكذلك بعض التيارات الوضعية المتطرفة المعاصرة كالعلمانية والليبرالية.. التي لم تراع في الإنسان إلا الصورة الظاهرة، ولم تعرف من الحياة إلا حياة الدنيا، ونظرت إلى مصلحة الفرد بعيدا عن مصلحة الجماعة، فاختل عندها التوازن وحل محله التطرف، فكثرت الجرائم وانتشرت الأمراض الفتاكة، وتفشت ظاهرة الانتحار، وعقوق الوالدين، وغيرها من الآفات النفسية والاجتماعية. 
ب ـ مظاهر خاصيتي العالمية والتوازن والاعتدال: 
1ـ مظاهر عالمية الإسلام: من مظاهر عالمية الإسلام نجد عموم خطابه لكافة الناس، من مثل قوله تعالى: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء:1] وقوله أيضا: { يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} [ الأعراف: 27] فلذلك كانت رسالة الإسلام ناسخة لكل الرسالات قبلها، وأصبحت هي الباب الوحيد لمن أراد التقرب إلى الله والفوز بالدار الآخرة، قال الله تعالى: { وَمَنْ يَّبْتَغِ غَيْرَ الِاسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[ آل عمران:85 ] ومن مظاهر عالمية الإسلام؛ أنه خاتمة الشرائع، وأن من مميزاته المرونة واليسر ورفع الحرج، وكتب الله له الخلود والدوام، كل تلك المظاهر جعلته مستوعبا لقضايا العالم أجمعين. 
2ـ مظاهر التوازن والاعتدال في الإسلام: من مظاهر التوازن والاعتدال في شريعة الإسلام، ما يلي:
 ـ التوازن والاعتدال بين العمل والعبادة، قال تعالى: { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله لعلكم تفلحون}[ الجمعة:10] 
ـ التوازن والاعتدال في كسب المال وصرفه، قال تعالى: { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا} [ الإسراء:29] 
ـ التوازن والاعتدال في مراعاة مصالح الفرد ومصالح الجماعة. خلاصة واستنتاج: من خلال ما سبق يتضح أن الإسلام شريعة رب العالمين للناس أجمعين، جعله الله خاتمة الشرائع غير محصور بزمان ولا مكان ولا أقوام معينين، وذلك لما يتميز به من توازن واعتدال في تشريعاته وأحكامه، مستوعبا لجوانب حياة الإنسان الفردية والجماعية، ومتطلباته الروحية والجسدية. فكان بحق باب السعادة والهناء، والبذل والعطاء، و الأمن و الاستقرار.
الكلمات الدلالية:
الخصائص العامة للإسلام: العالمية والتوازن والاعتدال:الخصائص العامة للإسلام: العالمية والتوازن والاعتدال:الخصائص العامة للإسلام: العالمية والتوازن والاعتدال:الخصائص العامة للإسلام: العالمية والتوازن والاعتدال:
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-