لأنه اختار " الحلال " .. كان مصيره " الطحن " على شاكلة الأزبال

لأنه اختار " الحلال " .. كان مصيره " الطحن " على شاكلة الأزبال

في بلدك كالمغرب ، أضحت أشياء كثيرة تقع بشكل يومي ، تستدعي فعلا نقاشا كبيرا و موسعا ، لا سيما فيما يتعلق بطريقة تعامل رجال السلطة مع المواطنين ، كيفما كان وضعهم الاجتماعي ، فالأحداث تتوالى تباعا و لم تستخلص بعد الدروس التي ينبغي استنباطها تجنبا للمحظور ، فليس كل مرة تسلم الجرة …


فما وقع بالحسيمة ليلة أمس ، ربما قد يفسر للجميع حجم " الحكرة " التي أحس بها بائع السمك ، وهو يعاين " رزق أولاده " يطرح في شاحنة الأزبال ، قبل أن يلقي بنفسه خلفها ، عله ينقذها من الضياع ،لكن القدر كان أقرب من الأمل ، حيث عصر هذا الرجل كما تعصر الازبال ، امام أعين الجميع .

السؤال الذي ينبغي طرحه في هذه النازلة هو : ألا يمكن إيجاد طرق أخرى لمعالجة ظاهرة الباعة الجائلين و غيرها من الأنشطة التجارية غير المنظمة بعيدا عن أساليب القمع و الإبتزاز و الشطط ؟

استغرب كما يستغرب الجميع في هذا الوطن الحبيب ، كيف يعامل كل باحث عن رزقه بـ " الحلال " وفق أساليب قمعية تبعث على الإحساس بـ " الحكرة " ، و هنا نستحضر " مولات البغرير " التي حرقت نفسها بالقنيطرة … و نماذج كثيرة لمواطنين فضلوا الموت على قساوته نظير العيش في ذل المخزن و شططه ، و لكن و في مقابل ذلك ، يعامل المجرمون في بلدي ممن ينهبون خيرات البلاد معاملة خاصة و مميزة ، فمن يعمل ليجني دريهات معدودة حلالا طيبا يعامل معاملة اللصوص ، و من ينهبون الملايين و الملايير يعاملون معاملة الأبطال ، و يسمح لهم بمغادرة السجون ثم لا يعودون إليها أبدا … و لا مشكل ما دمت في المغرب.


إن استمرار مثل هذه المشاهد ، سيولد لا محالة احساس قوي بـ " الحركة " لدى الملايين من المغاربة الذين يراقبون الوضع عن بعد و في صمت ، لكن هذا الصمت لا يمكن بحال أن يستمر ، و الخوف كل الخوف ، ان يتحول المغرب إلى نموذج مطابق لما وقع بتونس على خلفية قضية " البوعزيزي " فرأفة و رحمة بهؤلاء المستضعفين الذين اختاروا " الحلال " في طريق طلبهم للرزق ..

لا تنسوا مشاركة الموضوع، نشكركم على زيارتكم

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

3446970526247116861

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث