التجربة الكورية لتشجيع القراءة:نموذج رائد جعل من القراءة نمطا للحياة
سخّرت كوريا الجنوبية كل الوسائل، لتجعل من القراءة نمطا للحياة، وتعد تجربتها مع القراءة واحدة من أبرز التجارب العالمية، التي نجحت في تحويل القراءة – خلال سنوات – و بفضل عدد من المبادرات التي أطلقتها الدولة مبكراً إلى نمط حياة، مما جعل من المجتمع الكوري مجتمعا مؤسسا على المعرفة.وتخصص كوريا الجنوبية يوماً خاصاً لكتابها (24 سبتمبر)، كما بنت قرية للكتاب وعشاقه، ومدينة تحتضن الشركات المعنية به، كما توزع خلال شهر الثقافة (أكتوبر) قسائم على الطلبة لشراء ما يرغبون فيه من الكتب.
وتتلخص المبادرات في خمس مبادرات، أسهمت في جعل القراءة عادة لدى الجميع في كوريا، صغاراً وكباراً، كما جاء في صحيفة ” الإمارات اليوم”.
وتتجلى المبادرة الأولى في إنشاء اتحاد المكتبات الصغرى، إذ أسست كوريا الجنوبية منذ عقود اتحاد المكتبات الصغرى، وهي منظمة غير ربحية، هدفها الأساسي تزويد كل القرى بخزانة تحتوي على 20إلى30 كتاباً، وكما ذكر رال ستيجر صاحب كتاب “دروب القراءة”، فإن عدد المكتبات الصغرى قد بلغ 33 ألف عام 1977.
أما المبادرة الثانية، فهي عبارة عن نوادي المطالعة، فبعد أن تأسست مكتبات القرى أبدع الكوريون في إنشاء نوادي انطلقت من رحم المكتبات، ولعبت دورا مهما في تسيير أعمال هذه الأخيرة وتبادل الكتب بين كل مكتبات القرى.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت الدولة الكورية دوراً مهماً في تشجيع الطباعة عن طريق خطط حكومية بعد قانون تنشيط صناعة الطباعة عام 2002 ، إذ تم رصد مليارات من الدولارات للطبع والنشر.
وتنظم وزارة الثقافة “المهرجان الكبير” للكتب كل سنة في الثاني من أكتوبر بالتعاون مع اتحاد الناشرين.
كما نظمت الدولة الكورية أيضا، عشرة معارض للكتب في مقطورات مترو الأنفاق، وحمل كل معرض عنوانا مثل” القراءة مع الأطفال” و”كتب افتتحت التاريخ” و”كتاب مهم في حياتي”.
إرسال تعليق